عبد الله النديم
هو عبد الله بن مصباح ابراهيم ولد بالأسكندرية عام 1843 ميلادية 1261 هـ حفظ القرآن قبل التاسعة وأدخله والده المدرسة الدينية الكبرى الشهيرة بـ"جامع الشيخ إبراهيم باشا"
عمل بمصلحة التلغراف بالأسكندرية ثم انتقل إلى المنصورة ليعمل بالتجارة التىخسر فيها فعاد إلى الأسكندرية وتعرف عام 1879 على بعض مؤسسى الجمعية الخيرية الإسلامية أواخر عهد إسماعيل ، وأنشأ الكثير من المجلات منها "التنكيت والتبكيت" و "اللطائف" وغيرها .
شارك فى الثورة العرابية فى أعقاب الاحتلال الانجليزى فى نوفمبر عام 1891ونفى إلى يافا لمدة عام ثم عاد فأنشأ مجلة "الأستاذ" ومالبث أن نفى مرة أخرى إلى يافا ثم عفى عنه وسافر إلى القسطنطينية ليعمل مفتشاً للمطبوعات وتعرف على السيد جمال الدين الأفغانى .
بعد عودته من منفاه فى فلسطين عام 1892 أنشأ النديم بالقاهرة مجلته العلمية الأدبية التهذيبية الشهيرة "الأستاذ" فجاء فيها من دلائل الإعجاز مالم يأتى به أحد قبله وأخذت من الشهرة العظمى مالم تأخذه جريدة سواها , وأثرت فى أفكار الأمة على اختلاف طوائفها تأثيراً يكاد يضطر كل قادر على القراءة أن يشترك فيها فبلغ ما يطبع منها نحو ثلاثة آلاف نسخة مع أن عمرها لم يطل أكثر من 10 أشهر ...
كان كل عام من أعوام اختفائه يقابل شهرا فى مدة ظهوره وظل مطاردا أعواما كثيرة وحماه وأخفاه فلاحو مصر المحروسة ...
مرض بالسل وتوفى ليلة الأحد العاشر من أكتوبر سنة 1896 ودفن بمقبرة يحى أفندى فى باشكطاش بتركيا وكان عبد الله النديم زجالاً من طراز خاص فقد ارتبط وجدانه الوطنى فى وقت مبكر من حياته بقضايا البسطاء وهموم الوطن وأبدع أزجالا اجتماعية وسياسية ووطنية نقدم نموذجا منها :
لفارس من فرسان الثورة العرابية وخطيبها ... من "الأستاذ" ص 861 الجزء 26، 2 مايو سنة 1893:
والنيل جرى فى أرض القول جلب الهول
على الأعادى بالصدمة
والحس يظهر فى الآداب للألباب
وكل من كره اللخمة
فرحبة الأوقات قامت بعدها هامات
تهدى النصايح بالرزمة
أما الوطن حرك أهله
تشرب نهله
وتقوم بأحكام الخدمة
لله در المحروسة
دى المأنوسة
حفظت حقوق كل الأمه
رحل فارس الكلمة عبد الله النديم المجاهد فى سبيل الوطن ... قد يرحل الشاعر وتبقى الكليمات على مر الزمان تؤكد أن الفارس النبيل ضحى بالغالى من أجل المحروسة التى بعناية الرحمن لم تنسى أبناءها المخلصين .
......................................ـ نُشر هذا النص فى موقع دنيا الرأى رابط :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق